علی ابوالخیر؛ شخصیت مبتکر و روشن فکر در عرصه های سیاسی، اجتماعی و فرهنگی
ایشان همواره سعی در کاشتن بذر امید و ایجاد آگاهی و ابتکار و روشنفکری در میان مردم و در نهایت ایجاد اتحاد در جهان اسلام داشتند. از شاگردان امام خمینی(ره) بودند و علیرغم فشار روحی و جسمی که در دوره مبارزات علیه رژیم ستمشاهی علیه ایشان اعمال میشد، به قواعد وارزشهای فکری اسلام پایبند ماند. مرحوم استاد خسروشاهی از شخصیتهای کلیدی نیمقرن اخیر در امت اسلامی بودند؛ بهویژه پس از تأسیس دارالتقریب در مصر به ریاست دو تن از شیوخ پرافتخار جهان اسلام یعنی تقیالدین قمی و محمود شلتوت.
بارها و بارها آثار ایشان در انجمنهای اسلامی و فکری مصر؛ از جمله مرکز مطالعاتی یافا و انجمن الغد العربی و انجمن روزنامه نگران مصری به بحث و بررسی گذاشته شد. تمامی آثار ایشان سبب شد تا سیدهادی با مردم مصر و مقاومت آنان خوی بگیرد و مصریها نیز، به ایشان از صمیم قلب عشق بورزند.
ـ متن کامل علی ابوالخیر؛ پژوهشگر و نایبرئیس مرکز مطالعات یافا در قاهره
وداعًا وموعدًا للقاء السيدهادي خسروشاهي1
في سبيلالحق
من الصعب علىالإنسان أنيقوم بتأبين ونعي رجل مثل حجةالإسلام والمسلمين، السيدهادي خسروشاهي، السياسي والمفكر، الإنسان والفرد الشهيد.
فمع الكلمة الطيبة، تنبع منالقلب فتصوغها المشاعر الحانية حروفا من نور تشرق فيالسرائر و تتألق في الضمائر وتسكب في جوانح الحياة ندى الخير و فجر الأمل والأمل هو السعي والتواصل لآفاق الوعي وتجديد الفكر ثم في موقف موحد للأمة الإسلامية
لن أتحدث عن سيرة السيدهادي العلمية والعملية، فسيرته مشهورة و متعددة و متنوعة، يعرفها رجال الدين والسياسة والفكر وحتى عوام الناس يعرفون سيرته و هي سيرة عطرة فواحة بنيل المقاصد و سمو الأهداف و قدكتب عنه المفكرون والمهتمون بالشأن الإسلامي المقاوم ولاشك أن لنبل الثورة الإسلامي دور في مسيرة السيدهادي، فهو من التلاميذ النجباء للإمام روحالله الخميني(ره)، الذين تعرضوا للتضييق الفكري والجسدي، ولكنه المثقف الرسالي والمفكر الإسلامي؛ الذي كان همه، هو التقريب بينالمسلمين، بينالمذاهب والمدارس.
و منالأمور التي علمناها عنه أنه كان معارضا قويا لحكم الشاه المخلوع و بعد انتصار الثورة الإسلامية انتخب ممثلا للإمام الخمينی(ره) في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ثم انتخب سفيرا لإيران فيالفاتيكان وأسس في روما «مركز الثقافة الإسلامية في أوروبا» و عمل أستاذا في كلية الحقوق جامعة طهران و قد اشترك في كثير من المؤتمرات العالمية الإسلامية قبل الثورة و بعدها؛ و هي سيرة غنية عن التعريف، ثرية بمواقفها الإسلامية الحقيقية.
لقد كان الفقيد من رموز التّقريب خلال نصفالقرن الأخير، أي منذ زمن دارالتقريب في مصر، بقيادة الشيخين الجليلين تقيالدين القمي و محمود شلتوت و كان السيد خسرو(شاهی) من القلّة التي أدَّت دوراً أساسياً في لقاء النخب الشيعية والسنية والإسلامية والمسيحية خلال تلك الحقبة، من خلال الفكر والمعرفة والاعتدال وكانت له علاقاتٌ واسعة معالدول العربية؛ مثل مصر و لبنان و سوريا و الجزائر و في دول الجزيرة العربية، و مع تركيا وأوروبا؛ كما أنَّه كان كاتباً و مترجماً للعديد من الكتب من العربية الفارسية و بالعكس.
و عندما ننظر في كتبه نجدها تؤكد هذا الاتجاه الفكري للسيد خسرو(شاهی)، لقد قرأت له عدة مؤلفات من أهم ما تم كتابته، منها قصة التقريب، في سبيلالوحدة والتقريب، أهلالبيت(ع) في مصر، عبداللهبن سبأ بينالواقع والخيال.
وتمت مناقشة هذهالكتب في ندوات بالقاهرة، مثل مركز يافا للدراسات والأبحاث - منتدى الغد لعربي - نقابة الصحفيين و غيرها و كل هذه أمور مهمة و حقيقية و دؤوبة، جعلت من السيدهادي روح سارية بالمقاومة والحب لمصر و أهلها و بادله المصريون حبا بحب و شغفا بشغف وخاصة عندما كتب عن أهلالبيت(ع) في مصر.
صورة عن قرب
والآن أعرض له صورة عن قرب، فقد تعرفت عليه والتقيته فيالقاهرة عدة مرات وفي طهران أيضا و هي لقاءات شخصية و خلال ندوات و مؤتمرات و وجدت فيه سمة تواضع العلماء وعفة الأتقياء و نبل الرساليين.
كانت المرة الأولى التي قابلته فيها، في أوائل عام 2002 و كنت قدسمعت عنه كثيراً، و نشاطه الدؤوب في خدمة الإسلام والتقريب بينالمسلمين، سمعت عنه من مفكري مصر، عن ثقافته و تواضعه و سمو أخلاقه و عمامته السوداء المنسوبة للنسل النبوي الشريف، فهو السيدالشريف، واشتقت كثيراً أن أراه و صممت على أن أقابل الرجل الكريم.
اللقاء الأول
سعيت أن أقابله و أجرى معه حوارا لمجلة الغد العربي«القاهرية و مجلة النور اللندنية؛ فذهبت إلى مقر سفارة إيران بدون موعد سابق ولا معرفة سابقة و حاولت مع أمن السفارة لقاءه؛ ولكنهم رفضوا و بعد اخذ ورد و مع إصراري اتصلوا به؛ فوافق على طلبي و قابلته و أجريت معه الحوار وتعددت اللقاءات الثنائية، وأيضا في الندوات التي كان يقيمها مثقفون مصريون و كل من قابله أثنى عليه، فيالعلم والأخلاق والتواضع، و كانت له لقاءات مع علماء الأزهر الشريف و مع كثير منالمثقفين من كافة الاتجاهات الفكرية والمذهبية و حتى من خاصم فكره، احترم رأيه و احترم تواضعه الجم و علمه الغزير.
ذكر السيدهادي في إحدى الندوات و قال إنه عندما جاء القاهرة و ذهب للإقامة في مقر بيتالسفير الإيراني في شرق القاهرة في شارع العروبة و هو قصر كبير كان يتملكه الشاه المخلوع، ردد السيدهادي الآية القرآنية الكريمة رقم 5 من سورة القصص: «و نريد أن نمن علىالذين استضعفوا فيالأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين»، فهو المعارض للشاه و ورث الإقامة في قصره و حوله من قصر للطاغوت إلى روح دافقة بالمحبة والإخلاص والتفاني و خدمة الغرباء والمظلومين...
و قد شرفني عندما أهداني كتبه و كان كتاب «قصة التقريب» وثيقة فكرية و تاريخية عن دارالتقريب بينالمذاهب الإسلامية، تم رضه فيالجرائد والمجلات المصرية و تم عقد ندوات حوله، أيضا كتاب "أهلالبيت(ع) في مصر»، يؤرخ لتاريخ العلاقات بين أهلالبيت(ع) و بين المصريين.
و أثبت أن المصريين أحبّوا أهلالبيت(ع) مبكراً، و ليس خلال الدولة الفاطمية؛ ولكنهم أحبّوهم منذ قدوم عمّاربن ياسر إلى الفسطاط و وجود أضرحة محمدبن أبيبكر و مالكالأشتر النخعي في أرض المحروسة.
هذا فضلا عن وجود الرأس الحسيني الشريف ومقام السيدةزينب(عها) بالقاهرة و باقي كواكب النسل الشريف المنتشر في كل ركن من أركان مصر المحروسة و هو السر الدائم حتى اليوم في العلاقة بين أهلالبيت(ع) و مصر و هو سر الحب الخالد والإيمان المتجدد والذي حرص عليه السيدهادي في كتبه و علاقاته المتنوعة والمتعددة في مصر.
كما أهديته كتبي و أعجبه كثيراً كتاب«الأزهر الشريف والحوزة النجفية ... النشأة ... التاريخ ... التواصل» و قد أعجبه لأن يصب في مصلحة التقريب بينالمسلمين وهو الهدف الذي كرّس طوال حياته.
و قدنال الشهادة، فهو الشهيد من نسل الشهداء..
رحمالله السيدهادي خسرو شاهي و عوضناالله عن فقدانه و سلام إلى روحه الطاهرة... عليه السلام.
....................
پی نوشت:
1. كلمته خلال ندوة السيدهادي خسروشاهي؛ سليلُ التقريب والتجديد